ساعات قليلة تبقت على انطلاق "الديريبي 115"، بين الغريمين، الرجاء والوداد البيضاويين، والذي سيعرف أكيدا احتفالية
جماهيرية بعد أن عادت الترا "وينيرز" لمركب محمد الخامس، استثناءً، لأن فريق الرجاء هو المستضيف في هذه المباراة.
وتبين خلال مواجهات الفريقين الاخيرة، والتي كان فيها جمهور الوداد مقاطعا، أن حلاوة ومتعة الديربي، لا تتم الا والمقاعد كلها شاغرة، وأظن أن الكل متفق بخصوص هذه النقطة بالذات، حتى أن جماهير الرجاء، أكاد أجزم أنها أيضا تفقد حلاوة الديربي "التنافسية"، إن غابت جماهير الوداد، لأن متعته واثارته وأيضا قيمته، بالمباراة التي تكون بين منعرجي الشمال والجنوب، ولكم أن تتذكروا مرتبة هذا الديربي العالمية التي تحصّل عليها ذات يوم، وهي الثامنة، و التي لم تأتِ نظيرا للأداء الميداني، بل جاءت عرفانا بما تقدمه جماهير بيضاوية، أثبتت للكل أنها تتفوق على فِرقها بسنوات ضوئية، وأنها تستحق انجازاتٍ وألقابا أكثر كعرفان بما تضحي به هذه الجماهير الوفية.
رسالتي لكل رجاوي أو ودادي، هي: "حاول أن تشجع فريقك وتحبه وتضحي لأجله كما اعتدت وفقا للمبادئ المرسخة فيك، لكن دون أذية للطرف الآخر، فلم يطلب منك أحد أن تحب الفريق الآخر، أو أن تشجعه أو تهتف بمجده، لكن المطلوب منك هو عدم الانغماس في وحل الارهاب الفكري الجماهيري المتعصب، والذي يحتم عليك التشبع بثقافة "أنتصر أو أخرب"، وهي ثقافة بعيدة جدا عن عرفنا ونشأتنا سواء الاجتماعية أو الدينية."
فمن المستحيل أن يفوز فريقك في كل الديربيات القادمة الى أن يخسف الله الارض ومن عليها، ومن المستحيل أيضا أن ينهزم فيها أيضا، لذلك فالمستقبل آتٍ بانتصارات وهزائم وتعادلات، وأي من هذه النتائج لا يغير في الواقع شيء، هي فرحة يوم أو يومين أو حتى أسبوع، وبعدها تعود الامور كما كانت.
فأرجوك، تذكر والدتك التي تركتها وقلبها يخفق بشدة كلما توجهت لنصرة فريقك، وهي لا تعلم هل ستأتي معافىً أم أن القدر يحمل لها مفاجآت غير سارة، يكفي ما تعانيه غالبية الامهات من قسوة زمن لا يرحم، حاول أن لا تضِف اليها معضلة أخرى، بحبسك أو اصابتك أو موتك لا قدر الله، فالامر يتعلق برياضة لا أقل ولا أكثر، وإن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فعلا، فلا تؤذي مسلما مهما كان، حتى وإن كان عاشقا لفريق غريمك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق